info@zawayamedia.com
صحة

إكتشاف البلاستيك الدقيق في الأجهزة التناسلية الذكورية... فهل يساهم بضعف الانتصاب؟

إكتشاف البلاستيك الدقيق في الأجهزة التناسلية الذكورية... فهل يساهم بضعف الانتصاب؟

تم اكتشاف جسيمات بلاستيكية دقيقة في القضيب لأول مرة، مما يثير تساؤلات حول دورها المحتمل في ضعف الانتصاب، ويأتي هذا الكشف بعد اكتشاف الملوثات مؤخرًا في الخصيتين والسائل المنوي، ويقول الخبراء إن خصوبة الرجال انخفضت في العقود الأخيرة، ومن الضروري إجراء المزيد من الأبحاث حول الضرر المحتمل للجسيمات البلاستيكية الدقيقة على الإنجاب.


وقال الباحثون إن القضيب قد يكون عرضة بشكل خاص للتلوث بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة بسبب ارتفاع تدفق الدم أثناء الانتصاب، حيث يبتلع الناس المواد البلاستيكية الدقيقة من خلال الأكل والشرب والتنفس، كما تم اكتشاف الجزيئات الصغيرة في الدم وفي مناطق وسوائل عدة في الجسم.


وقد قيمت الدراسة الأنسجة المأخوذة من خمسة رجال خضعوا لعملية جراحية تتعلق بضعف الانتصاب، حيث تم العثور على المواد البلاستيكية الدقيقة في أربع حالات، وكان البولي إيثيلين تيرفثالات (PET) والبولي بروبيلين الأكثر انتشارًا، وكلاهما يستخدم في تغليف المواد الغذائية والمشروبات وغيرها من العناصر الغذائية اليومية.


ويبدو أن هناك تلوثًا واسع النطاق لأجسام الأشخاص بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة، حيث يجدها العلماء أينما نظروا. تأثيرها على الصحة غير معروف حتى الآن، ولكن تبين أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تسبب ضررًا للخلايا البشرية في المختبر.


ويمكن أن تسبب هذه الجسيمات التهابًا في الأنسجة، كما تفعل جزيئات تلوث الهواء، كما يمكن أن تسبب المواد الكيميائية الموجودة في البلاستيك ضررًا أيضًا، وجد الأطباء زيادة كبيرة في خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية لدى الأشخاص الذين تلوثت شرايينهم بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة.


ويتم إلقاء ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية في البيئة كل عام، ويتحلل الكثير منها إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة. لقد لوثت هذه الأشياء الكوكب بأكمله، من قمة جبل إيفرست إلى أعمق المحيطات.


وقال الدكتور رانجيث راماسامي، الذي قاد البحث الجديد أثناء وجوده في جامعة ميامي بالولايات المتحدة: "القضيب عبارة عن عضو وعائي إسفنجي، لذا فهو بالتأكيد معرض للخطر، وأثناء الانتصاب، يتم ضخ خمس حجم الدم في الجسم كله إلى القضيب"، وأضاف: “نحن نعلم أن ضعف الانتصاب متعدد العوامل، فالشخص بحاجة إلى هرمونات جيدة، وأعصاب، وإمدادات دموية، وأنسجة عضلية ملساء جيدة حتى يحدث الانتصاب".


وتابع: "لقد وجدنا أن المواد البلاستيكية الدقيقة كانت موجودة في العضلات الملساء للقضيب، كل ما نعرفه هو أنه ليس من المفترض أن يكونوا هناك، ونعتقد أن ذلك قد يؤدي إلى خلل في العضلات الملساء".


وقال راماسامي إن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد الدور المحتمل للجسيمات البلاستيكية الدقيقة في ضعف الانتصاب والعقم عند الرجال، حيث انخفض عدد الحيوانات المنوية لدى الرجال لعقود من الزمن، ولا يزال 40 بالمئة من انخفاض عدد الحيوانات المنوية غير مبرر، على الرغم من أن التلوث الكيميائي قد تورط في العديد من الدراسات، وأفادت الدراسات الحديثة التي أجريت على الفئران أن المواد البلاستيكية الدقيقة قللت من عدد الحيوانات المنوية وتسببت في حدوث تشوهات واختلال في الهرمونات.


وقال راماسامي: "لقد تجاوزنا ما إذا كان لدينا جسيمات بلاستيكية دقيقة فينا، إلى ما إذا كان هناك مستوى من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تصبح الأمور بعدها مرضية".


والبحث الجديد، الذي نشر في  IJIR: Your Sexual Medicine Journal، قام بتحليل عينات الأنسجة المأخوذة من خمسة رجال كانوا يخضعون لعملية جراحية لطرف اصطناعي قابل للنفخ، وهو خيار علاجي للرجال الذين يعانون من ضعف شديد في الانتصاب، وتراوح حجم المواد البلاستيكية الدقيقة المكتشفة من 0.5 ملم إلى 0.002 ملم.


وقال الباحثون إن الانتشار الواسع للمواد البلاستيكية الدقيقة أمر مثير للقلق، ومن الضروري فهم الآثار المحتملة على صحة الإنسان.


وقال راماسامي: "نحن كمجتمع، نحتاج إلى أن ندرك أن شرب الماء من زجاجات المياه البلاستيكية، والحصول على الطعام الجاهز في حاويات بلاستيكية، والأسوأ من ذلك، تسخين الطعام في الميكروويف في حاويات بلاستيكية، يساهم في وجود أشياء في أجسامنا لا ينبغي أن تكون موجودة".


بتصرف عن The guardian


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: